خطت الإيكاو خطوةً هامةً إلى الأمام في تعزيز دور الطيران كمحفز للتنمية المستدامة في أفريقيا. خلال أسبوع الطيران في أفريقيا الذي عُقد في الغابون، وقّعت الإيكاو أربع اتفاقات محورية لبناء القدرات ودعم التنفيذ مع الدول الأعضاء، تهدف كل منها إلى تعزيز قطاعات الطيران بالدول ومواءمتها مع القواعد الدولية.
فقد أبرمت الوكالة الوطنية للطيران المدني في الغابون اتفاقية للخدمات الإدارية مع الإيكاو. وستتيح هذه الاتفاقية الشاملة للغابون إمكانية الاستفادة من خبرات الإيكاو وخدمات إدارة المشاريع والمشتريات وحزم التدريب المخصصة. ويتمثل أحد المحاور الرئيسية لهذا التعاون في إمكانية وضع خطة رئيسية للطيران المدني ترسم ملامح النمو الاستراتيجي لقطاع الطيران في الغابون، بما يضمن تطوير البنية التحتية والخدمات بكفاءة وأمان واستدامة.
ودخلت هيئة الطيران المدني التشادية في شراكة مع الإيكاو لإجراء تقييم أولي لاحتياجاتها من التدريب. وسيعمل هذا المشروع الهام على تقييم المهارات الفنية والعامة لموظفي هيئة الطيران المدني التشادية المسؤولين عن الإشراف على سلامة وأمن الطيران المدني. وتهدف تشاد، من خلال تحسين الموارد البشرية، إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية في هيئة الطيران المدني لديها بشكل كبير.
واتفقت كل من هي��ة الطيران المدني الأوغندية والإيكاو على وضع خطة شاملة للملاحة الجوية مدتها 15 عاماً. ولن يقتصر هذا الإطار الاستراتيجي على توجيه عملية تنفيذ خدمات الملاحة الجوية وبنيتها التحتية فحسب، بل سيضمن أيضاً امتثال أوغندا لقواعد الطيران الدولية، من أجل تسهيل إقامة منظومة ملاحة جوية أكثر أماناً وكفاءةً وذات سعة أعلى لهذه الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
كذلك وقّعت هيئة الطيران المدني في جنوب إفريقيا إعلان نوايا لاستضافة القمة العالمية القادمة للجيل القادم من المهنيين العاملين في مجال الطيران (NGAP). ومن المقرر عقد هذه القمة في فبراير 2025 في جوهانسبرغ، حيث ستسلط الضوء على التزام جنوب أفريقيا بتنشئة قادة المستقبل في صناعة الطيران.
وتمثل هذه الاتفاقات التزام الإيكاو بدعم الدول الأفريقية الأعضاء في تطوير قطاعات طيران مستدامة لديها. ومن خلال التركيز على مجالات مثل التخطيط الاستراتيجي وتنمية الموارد البشرية وتعزيز البنية التحتية، من المقرر أن تؤدي هذه المبادرات إلى تحسين سلامة الطيران وكفاءته وسعته في جميع أنحاء القارة.
ومن المتوقع أيضاً أن تسفر الجهود التعاونية بين الإيكاو وهذه الدول الأفريقية عن فوائد كبيرة، ليس فقط لقطاع الطيران ولكن أيضاً للاقتصاد الأوسع نطاقاً. وبما أن الطيران يسهم في مضاعفة حجم النمو الاقتصادي، فإن هذه الاتفاقات ستسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وتحسين الاتصال، وتعزيز الفرص الاقتصادية في المنطقة.
ومع تطور هذه المشاريع، ستكون بمثابة أمثلة توضح كيف يمكن للدعم والتعاون الموجّهين الذين تقدمهما الإيكاو في قطاع الطيران أن يدفعا بعجلة التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في أفريقيا.