في إطار فعّالية تاريخية بارزة أكدت على الدور المحوري للطيران في تنمية أفريقيا، اختتمت النسخة التاسعة من أسبوع الطيران في إقليم أفريقيا والمحيط الهندي (AFI) أعمالها بالتشديد على ضرورة الالتزام بالتعاون الإقليمي وبالأولويات الرئيسية لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
حضر الفعّالية، التي عُقدت في ليبرفيل بالغابون، في الفترة من 15 إلى 2024/7/19، أبرز الجهات المعنية من جميع أنحاء القارة وخارجها.
وألقى رئيس مجلس الإيكاو، السيد سالفاتوري شاكيتانو، الكلمة الافتتاحية مخاطباً فيها نائب رئيس جمهورية الغابون، السيد جوزيف أووندو بيري، ووزراء الحكومة وغيرهم من كبار الشخصيات من بين صفوف الحاضرين، حيث هيّأ الساحة لأسبوع مثمر من الاجتماعات والمداولات.
وقال سيادته: "إن حضور هذا العدد الكبير من كبار ممثّلي الدول والمنظمات الدولية والإقليمية لهو دليل واضح على الاعتراف بأهمية الطيران في أفريقيا كعامل مساهم في التنمية الاقتصادية المُستدامة، والالتزام القوي من جانب الإقليم بتوحيد الصف من أجل رسم ملامح مستقبل الطيران الدولي".
وقد احتل الاجتماع العاشر لرؤساء هيئات الطيران المدني في إقليم أفريقيا والمحيط الهندي (AFI-DGCA/10) مركز الصدارة خلال أسبوع الطيران في أفريقيا، حيث أتاح الفرصة لإجراء مناقشات متعمقة حول آخر التطورات في مجال الطيران وتطور الأداء في جميع أهداف الإيكاو الاستراتيجية في إقليم أفريقيا والمحيط الهندي.
وأكّد الاجتماع على الأهمية الحاسمة للحفاظ على الزخم الذي تحقق بالفعل من خلال الدعم المتبادل والتعاون الإقليمي، في ضوء رؤية مشتركة لبناء مستقبل قوي للطيران الأفريقي. وقد جرت هذه المناقشات في سياق نقاشات أوسع بشأن سوق النقل الجوي الأفريقي الموحّد التابع للاتحاد الأفريقي (SAATM) ومنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، مما يؤكد على الدور الأساسي للطيران في التنمية المُستدامة والتكامل الاقتصادي في أفريقيا.
وظلت مبادرة "عدم ترك أي بلد وراء الركْب" التي أطلقتها الإيكاو في طليعة موضوعات أسبوع الطيران، حيث أقرّ المشاركون بالتقدم المحرَز في أنشطة بناء القدرات والتنفيذ في جميع أنحاء الإقليم. كذلك أُنشئت لجنة مخصّصة لتحديث الإطار العام للخطة التنفيذية الإقليمية الشاملة للسلامة الجوية في أفريقيا (AFI Plan)، وخطة التنفيذ الإقليمية الشاملة لأمن الطيران والتسهيلات في أفريقيا (AFI SECFAL Plan)، وصندوق تنمية الموارد البشرية (HRDF)، بما يضمن استمرار الدعم للدول النامية حتى عام 2030.
كما أتاح أسبوع الطيران للدول فرصةً مهمةً للنهوض بالسلامة والأمن بشكل كبير، وذلك بإنشاء مجموعة موحّدة جديدة تجمع بين المجموعة الإقليمية للتخطيط والتنفيذ في أفريقيا والمحيط الهندي (APIRG) والمجموعة الإقليمية للسلامة الجوية – إقليم أفريقيا والمحيط الهندي (RASG-AFI). وتبشر هذه الخطوة بإمكانية التنسيق بين الجهود وتعزيز السلامة الجوية في جميع أنحاء القارة.
كما أقرّت الدول أيضاً بضرورة ضمان الاستدامة البيئية عند السعي لتحقيق طموحاتها. وقد برز ذلك من خلال تجديد الالتزامات بإطار الإيكاو العالمي بشأن وقود الطيران المُستدام ووقود الطيران منخفض الكربون وسائر مصادر الطاقة النظيفة، وزيادة المشاركة في برنامج الإيكاو للمساعدة وبناء القدرات والتدريب في مجال وقود الطيران المستدام (ACT-SAF). وحظيت أيضاً مبادرة مركز الإيكاو المالي (Finvest Hub) المبتكرة باهتمام خاص، حيث توفر وسيلةً واعدةً للاستثمار في إنتاج وقود الطيران المُستدام ومجالات أخرى.
كذلك لاقت خطة الإيكاو الاستراتيجية للفترة 2026-2050، والتي يجري العمل على إعدادها حالياً، اهتماماً كبيراً.
وقد اختتم الأمين العام للإيكاو، السيد خوان كارلوس سالاسار، أسبوع الطيران بدعوة إلى العمل، حيث شدد على الحاجة إلى المساواة بين الجنسيْن وحث الجهات المعنية على "ترجمة التقدم المحرَز في فعالية أسبوع الطيران الحالية إلى سياسات وإجراءات فعالة تفرز نتائج حقيقية ملموسة". وأعاد التأكيد على التزام الإيكاو بدعم تنمية الطيران المدني في أفريقيا، معترفاً بمساهمات جميع الدول والمنظمات المشارِكة.
وقد تعزز نجاح الحدث من خلال سلسلة من المناقشات الثنائية، كان من بينها اجتماع رئيس مجلس الإيكاو مع رئيس جمهورية الغابون، اللواء كلوتير أوليغوي نغيما. وقد أرسَت هذه اللقاءات، إلى جانب المناقشات بين قيادة الإيكاو ومختلف رؤساء هيئات الطيران المدني، الأساس لمواصلة التعاون والتقدم في السنوات القادمة.
شهد أسبوع الطيران أيضاً على هامشه تطورات جديدة في مجال أنشطة بناء القدرات والتنفيذ التي تضطلع بها الإيكاو بالتعاون مع كلٍ من تشاد والغابون وأوغندا وجنوب أفريقيا.
رافق رئيس المجلس والأمين العام خلال أنشطتهما في الغابون كلٌ من مدير إدارة النقل الجوي، السيد محمد رحمة، والمدير الإقليمي لمكتب الإيكاو في إقليم أفريقيا الغربية والوسطى، السيد بروسبير زو مينتو، والمديرة الإقليمية لمكتب الإيكاو في أفريقيا الشرقية والجنوبية، السيدة لوسي مبوغوا، ونائب مدير إدارة تنمية القدرات والتنفيذ، السيد ميغيل مارين.