اختتم الاجتماع السنوي الثاني عشر لرؤساء هيئات الطيران المدني في أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي (NACC/DCA/12) أعماله اليوم في بلاسينسيا، بليز، في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والنهوض بالأولويات الاستراتيجية للطيران في الإقليم.
حضر الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام معالي رئيس وزراء بليز، جون بريسينيو، برفقة أكثر من مائة ممثل من دول الإقليم ومقاطعاته وشركاء الصناعة، حيث جرى التركيز على تعزيز الاتصالات وتحسين أنشطة دعم التنفيذ.
خطة الإيكاو الاستراتيجية للفترة 2026-2050: رؤية للمستقبل
كان من بين الموضوعات الرئيسية التي انصب عليها التركيز في الاجتماع عرض للمعلومات ومناقشة عن خطة الإيكاو الاستراتيجية الطويلة الأجل المقترحة للفترة 2026-2050. أُعدت الخطة بحيث تهدف إلى أن تتبوأ الإيكاو مكانةً فعّالةً على ساحة الفضاء الجوي سريع التطوّر، وقد حظيت بدعم قوي من رؤساء هيئات الطيران المدني.
وشدد الأمين العام للإيكاو، خوان كارلوس سالاسار، على ما تحمله هذه الخطة في طياتها من قدرة على إحداث تحوّلات ملموسة قائلاً: "إنني واثق من أن هذه الخطة ستحقق التحوّل الذي تحتاج إليه الإيكاو لمواجهة التحديات والفرص - المتوقعة وغير المتوقعة - في منظومة الفضاء الجوي على مدى ��لربع قرن المقبل. كما أن ردود الفعل الإيجابية والدعم الذي تلقيناه من رؤساء الهيئات خلال هذا الاجتماع لا يقدر بثمن، بينما نرسم ملامح مستقبل الإيكاو لخدمة مجتمع الطيران العالمي بشكل أفضل."
فالخطة تهدف إلى العمل على أن تتبوأ الإيكاو مكانةً فعّالةً على ساحة الفضاء الجوي سريع التطوّر، وضمان بقاء المنظمة قادرة على أداء رسالتها من حيث دعم نمو النقل الجوي على نحو يلبي اعتبارات السلامة والأمن والاستدامة على الصعيد العالمي."
الأولويات والنتائج الرئيسية
تناول الاجتماع مجموعة واسعة من الموضوعات الهامة، التي شملت ما يلي:
التعاون ودعم التنفيذ
شدد خورخي فارغاس، مدير إدارة بناء القدرات والتنفيذ في الإيكاو، على أهمية الشراكات في تحقيق أهداف الإقليم: "لقد استمعنا إلى الرسالة ذاتها من الدول والصناعة والأمانة العامة بشأن الحاجة إلى مزيد من الشراكة لتحسين تنفيذ قواعد الإيكاو. فمن خلال العمل معاً، نستطيع تحقيق أكثر مما يمكننا تحقيقه بشكل فردي".
وبناء على هذه الملاحظات، رحب كريستوفر باركس، المدير الإقليمي للمنظمة في المنطقة، بإشادة الاجتماع بالدور الحاسم لبرنامج الإيكاو للمساعدة النظامية الاستراتيجية الذي أطلقه الإقليم. وأبرز أهمية البرنامج في تقديم الدعم إلى الدول وتنسيق المبادرات الإقليمية. كما أشار باركس إلى الدعم الواسع النطاق الذي يحظى به البرنامج، قائلاً: "لقد تلقينا من الدول الشريكة والمنظمات الأخرى والصناعة كلها التعبير ذاته عن الدعم والتأييد".
التقدم المحرز على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف بشأن الأولويات
استطلع الأمين العام سبل تكثيف التقدم في هذه المجالات من خلال سلسلة من الاجتماعات الثنائية والاجتماعات المتعددة الأطراف. وتطرقت هذه الاجتماعات إلى مناقشات مع رئيس الوزراء بريسينيو، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد الأزرق والطيران المدني، إلى جانب السيدة ناردا غارسيا، الرئيسة التنفيذية لمكتب رئيس الوزراء للاستثمار والطيران المدني، والسيد نايجل كارتر، رئيس هيئة الطيران المدني في بليز.
وبالإضافة إلى تلك المناقشات الرفيعة المستوى مع الدولة المضيفة، جرت أيضاً محادثات مع ممثلين من أروبا وبربادوس وترينيداد وتوباغو وجامايكا والجمهورية الدومينيكية ودومينيكا والسلفادور وغواتيمالا وكوبا وكوستاريكا والمكسيك والولايات المتحدة.
وشملت المناقشات مع المنظمات المتعددة الأطراف إجراء محادثات مع ممثلين عن جهاز مراقبة سلامة وأمن الطيران في الكاريبي (CASSOS)، وهيئة أمريكا الوسطى لخدمات الملاحة الجوية (COCESNA)، ووكالة السلامة الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي (EASA)، وهيئة الطيران المدني لشرق الكاريبي (ECCAA).
استشراف المستقبل
اختُتم الاجتماع بإعراب جميع المشاركين عن التزامهم المشترك بالعمل معاً من أجل ضمان مستقبل للطيران يمتاز بالاستدامة والقدرة على مواجهة الأزمات في إقليم أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وحول العالم. وأعرب السيد سالاسار عن امتنانه للمشاركين والجهات الراعية والبلد المضيف، بليز، لمساهماتهم في نجاح الحدث. وأكّد أن المناقشات التي دارت والالتزامات التي تم التعهد بها خلال الاجتماع قد وضعت الإقليم في مكانة جيدة تتيح له التصدي للتحديات والاستفادة من الفرص المستقبلية في الطيران العالمي.