عُقد الاجتماع السابع للمديرين العامين لهيئات الطيران المدني في إقليم الشرق الأوسط (DGCA-MID/7) في الرياض، بالمملكة العربية السعودية يومي 19 و2024/5/20، وقد اختتم المؤتمر أعماله بالتزام مشترك بتعزيز الأولويات الاستراتيجية للطيران في المنطقة. حضر الاجتماع، الذي عُقد باستضافة كريمة من جانب المملكة العربية السعودية، قادة هيئات تنظيم النقل الجوي في المنطقة، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى من المنظمات الدولية والإقليمية وشركاء الصناعة، وذلك بهدف مناقشة المبادرات الرئيسية والجهود التعاونية الرامية إلى ضمان الاستدامة والمرونة لمستقبل الطيران في الشرق الأوسط.
وشدد رئيس مجلس الإيكاو، السيد سالفاتوري شاكيتانو، في كلمته الافتتاحية، على أهمية التعاون الإقليمي في التصدي للتحديات التي تواجه صناعة الطيران، قائلا: "لقد أظهر إقليم الشرق الأوسط مرونةً وقدرةً فائقةً على التكيف في مواجهة التحديات العالمية. ومن خلال العمل معاً والاستفادة مما نتمتع به جميعاً من نقاط قوة، يمكننا ضمان مستقبل مستدام ومزدهر لقطاع الطيران في المنطقة وخارجها".
الأهداف الاستراتيجية والمجالات ذات الأولوية
تحدّث الأمين العام للإيكاو السيد خوان كارلوس سالاسار بإيجاز عن الأهداف الاستراتيجية الحالية للمنظمة ومجالات التركيز ذات الأولوية في كلمته التي ألقاها في الاجتماع، كما سلّط الضوء على الحاجة إلى بذل جهود تعاونية لتحقيق الهدف ��لعالمي الطموح طويل الأجل (LTAG) المتمثل في خفض صافي انبعاثات الكربون إلى الصفر بحلول عام 2050، مع الإشارة إلى أهمية وقود الطيران المستدام والتقنيات الجديدة والتحسينات التشغيلية.
وشدد السيد سالاسار على أهمية التعاون، قائلاً: "إن تعزيز التزامنا الجماعي بالبرامج ومسارات العمل في كل مجال من مجالات التركيز تعزيزاً فعلياً من الناحيتين السياسية والمالية، من شأنه أن يمكننا بشكل مباشر من تحقيق تقدم هادف وملموس في منطقة الشرق الأوسط وخارجها".
وشملت الأولويات الأخرى التي نوقشت تدابير تعزيز الأمن الإلكتروني في مجال الطيران، وتنفيذ إطار الثقة الذي وضعته الإيكاو، وتعزيز التأهب للأزمات على الصعيد الإقليمي، وتيسير استيعاب الوافدين الجدد إلى المجال الجوي، ومواصلة تطوير برنامج الإيكاو العالمي لتدقيق مراقبة السلامة الجوية (USOAP) والبرنامج العالمي لتدقيق أمن الطيران (USAP).
التعاون ودعم التنفيذ
أكّد السيد محمد أبو بكر فارع، المدير الإقليمي للإيكاو في الشرق الأوسط، على الدور الحيوي الذي يؤديه التعاون الإقليمي قائلاً: "يضطلع مكتب الإيكاو الإقليمي في الشرق الأوسط بدور محوري في تقديم المساعدة إلى الدول وتنسيق الاستجابة للأزمات. ونحن نثمّن بشدة المساهمات الطوعية ودعم التنفيذ الذي تقدمه الدول في إطار مبادرة "عدم ترك أي بلد وراء الركب"، وهو أمر بالغ الأهمية لضمان استفادة جميع بلدان المنطقة من نمو قطاع الطيران وتطوره."
وانضم السيد سالاسار إلى رئيس المجلس في تهنئة إقليم الشرق الأوسط على مبادرة تطوير الخطة الاستراتيجية للنقل الجوي لمنطقة الشرق الأوسط للفترة 2025-2040، والتي أقرّها الاجتماع.
وأثنى كبار قادة الإيكاو أيضاً على روح التعاون واحترام مبدأ إيلاء الأولوية للسلامة، وهو ما تمثل في التصدي السريع للعديد من التحديات التشغيلية في إدارة الحركة الجوية من خلال أفرقة التنسيق للطوارئ التابعة للمكتب الإقليمي، والدعم المقدم إلى الدول من أجل وضع وتحديث خططها للطوارئ المتعلقة بإدارة الحركة الجوية.
خطوات النمو مستقبلاً والخطة التحوّلية في الإيكاو
سعياً لتوجيه دفة قطاع الطيران خلال مرحلة تتسم بموجة غير مسبوقة من الابتكار والضغوط المناخية المتزايدة، تعكف الإيكاو على الانتهاء من خطة استراتيجية متبصّرة بالمستقبل للفترة 2026-2050 وخطة أعمال للفترة 2026-2028. وستكون هاتان الخطتان ضروريتين لضمان امتلاك المنظمة للأدوات التي تمكنّها من دعم النمو الآمن والمستدام للنقل الجوي في الشرق الأوسط وحول العالم، مرتكزةً في ذلك على تاريخها الطويل الممتد على مدار 80 عاماً.
وشدد السيد أبو بكر فارع على أهمية نتائج الاجتماع في رسم ملامح التوجّه الاستراتيجي للإيكاو، خاصةً مع بدء التحضير للدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للإيكاو في العام المقبل.
واختُتم الاجتماع بالتزام مشترك قطعه جميع المشاركين بالعمل معاً من أجل ضمان الاستدامة والمرونة لمستقبل الطيران في الشرق الأوسط وحول العالم، ومواصلة مسيرة الإيكاو التي استمرت 80 عاماً في خدمة أوساط الطيران العالمي.